The Independent Consultant

يقدم المستشار الحر معلومات موثوقة وتجارب متميزة في  الصحة

 ولكن عندما يصطدم فهمنا للقرآن مع أي من هذه المعطيات الثلاث  فإن الأمر لا يعدو أن يكون حالة من هذه الحالات 

١-اذا تعارض فهمنا للقرآن مع ظاهرة أو نظرية فإن مرجعنا إلى القرآن لأنه الحق المطلق ونعزي  هذا الاختلاف اما لفهمنا للقرآن أو لنقص في معرفتنا بالظاهرة أو النظرية أو لعدم وصف  النظرية أو الظاهرة للحقيقة التي تكمن خلف تلك الظاهرة أو النظرية 

٢- أن يكون فهمنا للقرآن مخالف لحقيقة علمية فهنا نتهم فهمنا للقرآن ونعزي ذلك الى ثلاثة أمور  وهي أ -الظرف الزماني للقرآن  مثالا لهذه الحالة هي كروية الأرض فالقرآن نزل في زمن لم يكن ممكنا اخبار الناس فيه بهذه الحقيقة وربما أشار إليها بطريق غير مباشر كقوله تعالى (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) وفي هذا كفاية لنا لنطمئن إلى فهمنا للقرآن ب أن يكون المانع من الفهم سببه اللغة ومثالنا لذلك وصف دخول الليل على النهار فقد جاء بأنه (يولج الليل في النهار ) وجاء أنه    ( يسلخ النهار من الليل ) فالاشكال هنا هو فهمنا لمعنى  كلمتين يراد بكل منهما معنى مختلف يدل على حقيقة من حقائق الكون  ونحن قد جانبنا الصواب إذ حسبناهما بنفس المعنى
3 وأما الثالث فهو بسبب المنطق ففي قوله تعالى (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر  ولا الليل سابق النهار  وكل في فلك يسبحون )  هناك أكثر من معنى لقوله لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر  وهما اما أن القمر والشمس يسيران في نفس المسار والقمر اسرع من الشمس  أو انهما لا يسيران في مسار واحد ولذلك لن يدرك أحدهما الآخر كما إن قوله وكل في فلك يسبحون يدل على الجمع والظاهر انه يتحدث فقط عن الشمس والقمر فما هو الشيء الثالث الذي جعل من الحديث يدل على الجمع و الذي يظهر لي انه الأرض فهي أيضا في فلكها تسبح مثل الشمس والقمر والنتيجة فإن سعينا لفهم القرآن في ضوء ما وصل إليه علمنا هو من أهم أهداف هذا الكتاب  المجيد  ولا يجب أن نقعد عن ذلك خوفا أن نفسر محكم التنزيل بما لا يدل عليه  قال تعالى وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ